آخر الأحداث والمستجدات
التجربة والخبرة وحلول المشكلات
حين نكتسب شيئا من كفاية التنظير والتخطيط، فإننا نتحكم في التجربة النوعية الميدانية، وحتى الخبرة التراكمية، ونعمل على تحويل المشكلات من واقع مُدَعَّم بالمأساة والملهاة إلى ذكرى نَسْتلذ بإيجابياتها، ونُكسر سلبياتها بالضبط. فالتجارب الاجتماعية مهما كانت قاسية وحُلْوة، فهي تخلق التَلَّقي المُنتج للأفكار والمواقف، وتَضمن كِيس أمان تَأْميني ضدَّ الخطأ الذي يُمكن أن يتكرر بالانزياح في الحياة الفردية والجماعية.
من حسن التجارب التفاعلية بمضادات (المُوجب)، أننا نتعلم مرات عديدة الارتحال إلى الأمام بالكرِّ المُريح وصناعة التحدي بخطوات رزينة نحو المستقبل. ومرات بوقفات تأمل عقلاني من الفرِّ الخوفي (السالب)، والتنحي المُرْتد إلى الوراء تراجعا، وبأمن آمن من الاختيارات التي يمكن أن تشكل صدمات مريعة (آتية الماضي نحو المستقبل).
فحين تكون أسباب كسب التجارب مُرتبطة بالوقائع الاجتماعية المتنوعة، فهي تتأسس حَتْما على سلالم الفهم والإدراك والمعرفة الإدماجية، وترشيد فكر النقد المُوسع الذي يُحَبِبُ الحياة المريحة، ويُمَكِّنُ من اختراق الحدود الجغرافية بلا تأشيرات جوازات سفر. من حظنا العاثر أن تُغالبنا نظرية الافتراس (البرازيلية) بالصدمة المنتجة للسلبية المتدنية، من سوء الواقع اختلاط أفواه الرأي، ونفور التنظير الرزين من مشاتل الخبرات والتجارب والعقل، حينها نؤمن إيمان الأصم بالخطأ، ونتوقف عن تفكير الحلول الإجرائية، وتبيت الوقائع الحياتية تُماثل أشكال الحرباء المتغير لونها نحو قوانين الإيحاء (البانتوميم/ التمثيل الإيمائى)، ونحن نضيع الهدى الفطري في التقاط نقاط الخط المتقطع.
إن ثقافة التجربة رغم جزئياتها الصغيرة، واللامحدودة في وَهْمِ التناغم المتجانس، فالمفارقات البَيْنِية تنمو ضمن أبعاد الضغط على زمن العادات السكونية، وعلى أمكنة المتغيرات الاجتماعية. فمن العبثية البخسة الارتكاز على قمة التجربة فقط، فهذا ما يخلق الفوضى التي تحول دون تحقيق التجانس المتكامل، وتعزيز التعميق الفكري في حلول المشاكل والاختلالات، ولما حتى كشف ناظم دراسة جدوى للحالات الإنسانية بالعلم والمنطق. هنا يكون الالتجاء إلى نسخ المحاكاة (التقليد) من الحلول التي تُشكل ظاهرة وجودية بدائية لا مفر منها. هنا المحاكاة (التطبيقة) تُساعدنا على فهم الظواهر القارة والمتحولة من حياة الإنسان، والسوسيولوجية الجماعية، ولما حتى إفراز لقاح ابستمولوجي لنماذج من فرص جديدة تدلل التهديدات المحتملة، وتَفْسَخ ُعقود المخاطر التي تتحكم في التأثيرات الداخلية (الإفرازات التاريخية) والخارجية (النقد الانطباعي) الوصفي.
حتما بالسند الاجتماعي، وبمتوالية التمثل المعرفي، كلنا نحتاج إلى الصبر الدؤوب خِدْمة لاكتساب تجارب أمينة قادرة على ابتكار الحلول لا المعيقات والتشخيصات المتدنية في التشاؤم. كلنا بحاجة مستمرة إلى استحضار النقد واسترجاع المعلومات (الفيد باك) والتحقيق في مُتممات الحياة الفردية والجماعية، وذلك وفق علامات استفهام قابلة لأجوبة صريحة وقارة ومقنعة.
فربط علل المشاكل بأسبابها الكامنة والنافضة يمكن من تشغيل العقل والتفكير والمعرفة الكونية بتناسق المناهج، وهو حتما من بقايا إمكانية استغلال حسن الاختيارات في غياب الخطأ العفوي. فامتلاك الأحكام اليقينية الجاهزة تمكن من سد فجوات كثافة تنازع الخطأ والصواب ولو بتجاوز الفزع غير السلمي.
الكاتب : | محسن الأكرمين |
المصدر : | هيئة تحرير مكناس بريس |
التاريخ : | 2023-01-19 23:49:11 |